"ماذا يمكنني أن أفعل لك؟" سألت بهدوء، لأنها تأثرت بصوت الرجل الحزين الذي تحدث به.

"أحضر علبة زيت ودهن بها مفاصلي،" أجاب. "لقد صدأت بشدة لدرجة أن لا أستطيع تحريكهم على الإطلاقإذا كنتُ مُزيّتًا جيدًا، فسأكون بخير قريبًا. ستجدين علبة زيت على رفٍّ في كوخي. ركضت دوروثي على الفور إلى الكوخ ووجدت علبة الزيت، ثم عادت وسألت بقلق: "أين مفاصلك؟"

القمر الأقرب، وهو يندفع فجأةً فوق الأفق مُنيرًا مشهد بارسوم، أظهر لي أن وولا هو من يحفظني، لكنني كنتُ في حيرة من أمري من أين أتى، أو كيف وجدني. لا شك أنني كنتُ سعيدًا بصحبته، لكن سعادتي برؤيته خففها القلق بشأن سبب رحيله. ديجا ثوريسلقد كنت متأكدًا من أن موتها فقط هو الذي يمكن أن يفسر غيابه عنها، فقد كنت أعلم أنه مخلص لأوامري.

في ضوء الأقمار المتألقة، رأيته مجرد ظلٍ لشخصيته السابقة، وعندما ابتعد عن مداعبتي وبدأ يلتهم الجثة الميتة عند قدميّ بشراهة، أدركت أن المسكين كان يتضور جوعًا بأكثر من النصف. أما أنا، فلم أكن في حال أفضل، لكنني لم أستطع أن أرغم نفسي على أكل اللحم النيء، ولم تكن لديّ وسيلة لإشعال النار.

في فجر اليوم الخامس عشر من بحثي

جون لوسكو

انتظرتُ هناك يومين قدوم كانتوس كان، لكن بما أنه لم يأتِ، انطلقتُ سيرًا على الأقدام باتجاه الشمال الغربي نحو نقطة أخبرني أنها تقع عند أقرب مجرى مائي. كان طعامي الوحيد حليبًا نباتيًا من النباتات التي تُنتج بغزارة هذا السائل الثمين.

  • لقد تعرضت للهجوم من قبل وحوش برية عدة مرات؛ وحوش غريبة وغير مألوفة قفزت علي في الظلام، حتى أنني اضطررت دائمًا إلى الإمساك بسيفى الطويل في يدي حتى أكون مستعدًا لهم.
  • عادة ما كانت قوتي التخاطرية الغريبة التي اكتسبتها حديثًا تحذرني في وقت مبكر، ولكن ذات مرة، كنت على وشك السقوط مع أنياب شرسة على وريد يدي ووجه مشعر يضغط على وجهي قبل أن أعرف أنني كنت مهددًا.

لم أكن أعلم ما هو الشيء الذي كان عليّ، لكنني شعرت أنه كان ضخمًا وثقيلًا وذو أرجل كثيرة. كانت يداي على رقبته قبل أن تغرس أنيابه في عنقي، وببطء أبعدت وجهه المشعر عني، وأغلقت أصابعي، كالملزمة، على قصبته الهوائية.

  1. كنا مستلقين هناك دون صوت، وكان الوحش يبذل كل جهد ممكن للوصول إليّ بتلك الأنياب الرهيبة،
  2. أنا أحاول جاهدا الحفاظ على قبضتي وخنق الحياة منها بينما أبقيتها بعيدًا عن حلقي.
  3. ببطء، استسلمت ذراعي للصراع غير المتكافئ، وشيئًا فشيئًا زحفت العيون المحترقة والأنياب اللامعة لخصمي نحوي، حتى لمس وجهي المشعر وجهي مرة أخرى،
  4. أدركتُ أن كل شيء قد انتهى. ثم انبثقت كتلةٌ من الدمار من الظلام المحيط، مُلقيةً على المخلوق الذي كان يُثبّتني أرضًا.
  5. تدحرج الاثنان على الطحلب وهما يزأران، يمزقان ويمزقان بعضهما البعض بطريقة مخيفة، لكن الأمر انتهى سريعًا ووقف منقذي ورأسه منخفض فوق حلق الشيء الميت الذي كان سيقتلني.